أساتذة السودان أمام ظروف قاهرة: لا رواتب منذ أشهر

أساتذة السودان أمام ظروف قاهرة: لا رواتب منذ أشهر

10 مايو 2024
معلمة في مدرسة في الخرطوم، 9 سبتمبر 2019 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- ولايات السودان تستعد لإعادة فتح المدارس وسط تحديات تواجد النازحين وظروف اقتصادية قاسية تؤثر على 350 ألف من الأساتذة والإداريين.
- لجنة المعلمين تكشف عن تمييز في صرف المرتبات بين الولايات، مع تأكيد على سياسة الأرض المحروقة من قوات الدعم السريع، مما يزيد من معاناة المعلمين والنزوح.
- الأزمة التعليمية تتفاقم بتوقف التعليم منذ اندلاع الحرب وتقديرات اليونيسيف تشير إلى 5 ملايين طفل خارج مقاعد الدراسة، مما يهدد بأسوأ أزمة تعليمية عالمياً.

بدأت بعض ولايات السودان في التحضير لفتح المدارس، وسط أزمة تواجد النازحين في عدد منها، بينما يعاني 350 من أساتذة السودان والإداريين من ظروف اقتصادية قاسية.

وقالت لجنة المعلمين في بيان الخميس إن أساتذة السودان يعانون من تمييز في صرف المرتبات، وإن بعض الولايات حصل المعلمون فيها على رواتبهم خلال فترة الحرب، بينما الغالبية لا تزال بلا مصدر دخل.

وأظهر البيان تفاوتا واضحا في صرف مرتبات أساتذة السودان بين الولايات، مما يعكس سياسة التفضيل والتمييز التي تمارسها الحكومة حسب تعبير اللجنة. وأكد بيان اللجنة على سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الدعم السريع، حيث يتعرض المعلمون وسكان المناطق المتضررة للاضطهاد والنزوح.

و ذكر البيان أن مرتبات أساتذة السودان شهدت تراجعا حادا، حيث كان مرتب المعلم في الدرجة الأولى يعادل 498 دولاراً قبل الحرب، وبعد الزيادة التي أعقبت "إضراب المعلمين" أصبح يعادل 128 دولاراً فقط، بسبب تراجع قيمة الجنيه.

وخلصت دراسة أعدتها لجنة المعلمين إلى أن ثلاث ولايات فقط من أصل 18 ولاية سودانية نال المعلمون فيها جزءاً من مرتباتهم منذ اندلاع الحرب، على رأسها ولاية البحر الأحمر، حيث إن المعلمين فيها تلقوا مرتبات 11 شهراً من أصل 12 شهراً.

وتوقف التعليم في السودان منذ اندلاع الحرب فى ابريل/ نيسان من العام الماضي ، مما ينذر بكارثة كبرى، حيث وفقا لتقديرات اليونيسيف فإن 5 ملايين طفل أصبحوا خارج مقاعد الدراسة.

مرتبات أساتذة السودان

وقال الناطق الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين سامي الباقر لـ"العربي الجديد" إن قطاع التعليم تعرض خلال هذه الحرب لانتهاكات كبيرة كغيره من القطاعات في جميع أنحاء السودان، واعتبر أن عدم صرف المرتبات أضر بالمعلمين ضررا بالغا لا يقل عن الضرر الذي أحدثته الحرب، سيما وأن أعدادا كبيرة منهم يعانون من الأمراض المزمنة ويحتاجون المال للعلاج، فضلا عن الطعام والشراب الذي تضاعفت كلفته جراء الحرب.

وتطرق الناطق الرسمي باسم لجنة المعلمين السودانيين إلى النقص الكبير في المعينات حيث هناك مشكلة في توفير الكتاب المدرسي وهناك نقص في بعض منها. وقالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في السودان مانديب أوبراين في تصريحها الأخير، إن السودان على وشك أن يصبح موطنا لأسوأ أزمة تعليمية في العالم، حيث تعرض الأطفال لأهوال الحرب بعد أن أُجبروا على الابتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلميهم وأصدقائهم.

ويقدر مختصون فى مجال التعليم بالسودان في حديث مع "العربي الجديد" أعداد الطلاب فى السودان بحوالى 12 مليون طالب بينهم 9 ملايين بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة يتوزعون على 22 ألف مدرسة في كل أرجاء البلاد، وحذروا من ارتدادهم إلى الأمية، ومن ارتفاع نسبة التسرب مع استمرار الحرب والواقع الاقتصادي المأزوم.

وقالوا إن كافة المؤسسات التعليمية غير مؤهلة لاستقبال الطلاب حاليا بعد تدميرها أو تحويلها إلى مراكز إيواء وربما ثكنات عسكرية. وأشاروا إلى أوضاع كارثية تحيط بأكثر من 350 ألف معلم وإداري وعامل في قطاع التعليم بينهم مرضى لا يجدون تكاليف العلاج، ومعلمات أرامل أو يعلْن أسراً، واجهوا جميعا عمليات نزوح ولجوء إجبارية من دون الحصول على رواتب.

المساهمون