الاحتجاجات الطلابية تضامناً مع غزة تتمدّد في جامعات بريطانيا

الاحتجاجات الطلابية تضامناً مع غزة تتمدّد في جامعات بريطانيا... وسوناك مستاء

09 مايو 2024
من تحرك كلية "سواس" في جامعة لندن، بريطانيا، الثامن من مايو 2024 (بنجامن كريمل/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جامعات بريطانيا، بما في ذلك سواس، شهدت توسعاً في الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب على غزة، حيث نصب الطلاب خياماً ورفعوا أعلام فلسطين مطالبين بوقف إطلاق النار.
- رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أعرب عن استيائه من الاحتجاجات، مؤكداً على مكافحة معاداة السامية وضمان أمن الطلاب اليهود مع الحفاظ على حرية التعبير.
- الحركة الطلابية المتضامنة مع غزة حظيت بدعم من شخصيات بارزة مثل جيريمي كوربن، وانتشرت إلى جامعات كبرى مثل ووريك، نيوكاسل، وأكسفورد، مع تنظيم إضرابات عن الطعام وتظاهرات للتعبير عن التضامن.

تتوسّع دائرة الاحتجاجات الطالبية على الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة في جامعات بريطانيا في الآونة الأخيرة. وفي حدائق كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (سواس) في جامعة لندن، نُصبت خيام ورُفعت أعلام فلسطينية وشعارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، كما الحال في جامعات أخرى بالبلاد، وذلك على خلفية مناهضة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد أثارت الاحتجاجات الطالبية في جامعات بريطانيا المتضامنة مع الفلسطينيين استياء رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وحفيظته. وزعم أنّ "مجموعة من الأقليات في جامعات بريطانيا تؤثّر على تعليم الطلاب الآخرين وحياتهم"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئاسة الوزراء البريطانية، اليوم الخميس، استعرض اجتماع سوناك مع عشرة من رؤساء كبرى الجامعات في بريطانيا وسط تزايد التحرّكات الطالبية المحتجّة على الحرب على قطاع غزة. وأوضح البيان أنّ الاجتماع تناول مكافحة معاداة السامية وحماية الطلاب اليهود وأمنهم في جامعات بريطانيا، فيما نقل عن سوناك تشديده على "وجوب المحافظة على سلامة الطلاب اليهود في جامعات بريطانيا".

ولفت سوناك، بحسب البيان نفسه، إلى أنّ "الاجتماع حثّ على حرية التعبير عن كلّ الآراء علناً في الجامعات، لكنّ لا مجال لخطاب الكراهية والاستفزاز والعنف". ودعا جامعات بريطانيا إلى أن تبقى "حصناً للتسامح حيث يمكن التحاور مع احترام الآخرين، وحيث يشعر جميع الطلاب بالأمان". وقد بحث سوناك مع رؤساء الجامعات المرموقة العقوبات التأديبية المحتملة التي يمكن اتّخاذها في حقّ الطلاب الذين يدلون بتصريحات أو يأتون بأفعال معادية للسامية، أو يمجّدون الإرهاب أو يرتكبون أيّ شكل من أشكال الترهيب أو العنف، بحسب ما أوضحه بيان مكتب رئاسة الوزراء البريطانية.

مخيمات تضامن مع غزة في جامعات بريطانيا

في كلية "سواس" في جامعة لندن، يجلس طلاب، عدد كبير منهم ملثّم، في حلقة، فيما يجمع آخرون إمدادات ومستلزمات. تقول يارا، شابة في الثالثة والعشرين من عمرها تخرّجت أخيراً من "سواس"، إنّ أكثر من عشرين طالباً يشاركون في التحرّك في هذه المؤسسة الجامعية، مشيرةً إلى أنّ مخيمات أخرى ظهرت في عدد من الجامعات البريطانية. وتأتي هذه المشاهد لتحاكي أخرى في جامعات الولايات المتحدة الأميركية التي انطلق منها الحراك الطالبي العالمي المتضامن مع غزة والمندّد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حقّ الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

وأوضحت يارا لوكالة فرانس برس أنّ الهدف من هذا التحرّك الطالبي هو "الضغط على الإدارة لتلبية مطالب الطلاب" المتمثلة في كشف الروابط مع شركات متواطئة في ما أطلقت عليه "اقتصاد الاستعمار غير القانوني لإسرائيل وتجارة الأسلحة". أضافت الشابة التي تلازم المخيم، منذ نصبه قبل ثلاثة أيام، أنّ الطلاب يعتزمون مواصلة احتجاجهم إلى أن توافق كلية "سواس" في جامعة لندن على مطالبهم، وذلك "مهما طال الأمر". وإذ لفتت يارا إلى أنّ "الليلة الأولى كانت ممطرة ورطبة وموحلة"، قالت: "بصراحة، مهما كان مستوى عدم راحة التخييم في الخارج بالنسبة إلى الطلاب، فإنّه قدر ضئيل فقط من الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة".

الصورة
مخيم كلية سواس في جامعة لندن - بريطانيا - 8 مايو 2024 (بنجامن كريمل/ فرانس برس)
لقطة من مخيم كلية "سواس" في جامعة لندن، بريطانيا، الثامن من مايو 2024 (بنجامن كريمل/ فرانس برس)

من جهته، قال طالب في القانون والتنمية الدولية يبلغ من العمر 19 عاماً لوكالة فرانس برس، إنّه لم يشارك حتى اليوم إلا في تظاهرات داعمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومندّدة بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في حقهم. لكنّه أشار، وقد تحفّظ عن كشف هويته، إلى أنّه ينوي الانضمام إلى المخيم في نهاية هذا الأسبوع. وأكد: "لا أظنّ أنّني أستطيع الانتظار حتى أتخرّج، فالناس يموتون".

وقد تلقّى طلاب كلية "سواس" في جامعة لندن دعماً من الرئيس السابق لحزب العمّال اليساري جيريمي كوربن، أمس الأربعاء، الذي التحق باعتصامهم وشدّد على أنّ لا بدّ للجامعة من أن "تدرك أنّ لدى الطلاب آراءً قوية ومشروعة وصحيحة". وكان كوربن الذي عُلّقت عضويّته في حزب العمّال قد اتُّهِم بالسماح لمعاداة السامية بالازدهار في داخل الحزب، هو الذي وصف في الماضي حركة حماس وحلفاءها بـ"الأصدقاء".

وكانت انطلاقة التحرك الطالبي في جامعات بريطانيا من جامعة ووريك في وسط إنكلترا بـ"مخيم التضامن مع غزة" في 26 إبريل/ نيسان الماضي. وانتشرت الخيام بعد ذلك في جامعات نيوكاسل وإدنبره ومانشستر وكامبريدج وأكسفورد. وفي إدنبره، بدأت مجموعة من الطلاب إضراباً عن الطعام للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وفي كامبريدج، نُصبت خيام برتقالية اللون حول "كينغز كولدج"، وقد أفادت الجامعة بأنّها تحترم حرية التعبير والحقّ في الاحتجاج، مشدّدةً في الوقت نفسه على أنّها "لن تتسامح مع معاداة السامية وكراهية الإسلام وأيّ شكل آخر من أشكال الكراهية العنصرية أو الدينية".

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون