في حضورِ الآخرين يتحدّد حضور الذات بالوظيفة الحيوية التي تؤدّيها وبالقيمة المضافة التي تقدّمها، فتكتسب احترامها وكرامتها وسرّ استمرارية بقائها في الوجود.
ليس غريبًا أن يشيع الرياء والنفاق والانصراف عن الواقع ما دامت الذات رهينة الاستجابة لمعايير العالم الخارجي وأنماطه متجاهلة عالمها الداخلي القريب البعيد.
من المؤكد أنّ لشهر رمضان الكريم رونقه المتميّز وأجواءه وطقوسه الجميلة، لكن تمّ تلطيخ كلّ ذلك بعملية الاستهلاك والترف الزائد، استجابةً لنداء الغرائز المادية.
القطيعة مع الوصاية الخارجية لم تتحقّق واستقرت في المخيال الجماعي كطموحٍ طاولته الإخفاقات، فيما جعلها الحاكم في مجال اللامفكّر فيه ما دامت لا تخدم مآربه.
في غياب الديمقراطية وتسيّد الاستبداد بشتى أنواعه، يعيش المواطن العربي وضعًا داخليًّا بائسًا، فلا يشعر بإنسانيته في براثن أغلال مقاربة أمنية جاثمة على أنفاسه.
تستمر رحلة اكتشاف الذات على مدى حياة الإنسان، وتظل أهدافها الاستكشافية متحرّكة ومتغيّرة، عصية على الترويض أو الضبط ما دامت مجهولة وغير محدّدة بضوابط ثابتة.