أسعار الألومنيوم تتجه للارتفاع والصين تضع سقفاً للإنتاج

أسعار الألومنيوم تتجه للارتفاع والصين تضع سقفاً للإنتاج

28 اغسطس 2023
مصنع لصفائح الألمونيوم في الصين (Getty)
+ الخط -

يتوقع تقرير "توقعات صناعة الألومنيوم العالمية 2023"، والذي أصدرته "فاست ماركتس"، وهي شركة أميركية تهتم بأسعار المعادن والسلع، أن ينمو استهلاك الألومنيوم في العالم بنسبة 1.7 في المائة على مدار العام ليصل إلى 96.9 مليون طن.

وبحسب الأرقام الحديثة، فقد وصل قطاع الألومنيوم في الصين، أكبر المنتجين للألومنيوم، أخيراً إلى الحد الأقصى لطاقته المحلية. وكانت الحكومة الصينية قد وضعت سقفاً أقصى لبناء المصاهر الجديدة على أمل خفض التلوث وتقليل استهلاك الطاقة.

ويتوقع التقرير الصادر أول من أمس السبت، أن تواصل أسعار الألومنيوم ارتفاعها خلال العام الجاري لعدة أسباب، أهمها زيادة الطلب والاستخدامات المتعددة في الصناعة.

وتعود هذه التوقعات إلى أن المزيد من الشركات العالمية تسعى إلى "التحول إلى البيئة الخضراء"، حيث إن الألومنيوم خفيف الوزن للغاية والمادة المفضلة لمصنعي السيارات والطائرات والصناعات الأخرى، كما أنه من السهل جدًا إعادة تدويره، مقارنة بالمواد الأخرى. وطلبت الحكومة الصينية من الشركات، وضع خطط لخفض سقف الطاقة السنوية لإنتاج الألومنيوم في البلاد وألا يتجاوز 10 ملايين طن. وبالتالي تعتزم الشركات الصينية تحويل طاقة الإنتاج الزائدة لدول جنوب شرق آسيا، خاصة إلى إندونيسيا.

في هذا الشأن، تخطط الشركات الصينية ابناء مصاهر للألومنيوم على نمط المشاريع الصينية التي تركز على صهر النيكل وصناعات المعالجة النهائية.

وحسب تقرير بنشرة "أويل برايس" الأميركية، فإنه خلال الربع الثالث من عام 2022، كانت الغالبية العظمى من المشاريع الاستثمارية الصينية الجديدة البالغة 1150 مشروعًا بقيمة 1.56 مليار دولار والتي تم تأسيسها في آسيا تركز على إندونيسيا التي تواصل تطوير صناعة الألومنيوم عبر الاستثمارات الصينية بدلاً من تصديره في شكله الخام.

وتملك إندونيسيا أكبر الاحتياطيات العالمية من البوكسيت والنيكل والنحاس، حيث يعتبر البوكسيت المادة الأولية الخام الرئيسية للألومنيوم. وحظرت إندونيسيا مؤخراً تصدير البوكسيت غير المعالج. وكان الهدف من هذه السياسة هو تشجيع المستثمرين الأجانب على بناء المصاهر في البلاد.

وما يفيد الشركات الصينية بشكل أساسي التصنيع في جنوب شرق آسيا، خاصة إندونيسيا، هو العمالة الرخيصة والوصول بسهولة لموارد الطاقة. وإلى جانب إندونيسيا، أعلن أحد أكبر منتجي قضبان سبائك الألومنيوم في الصين، وهي شركةInnovation New Material Technology، عن خطط لاستثمار حوالي 191 مليون دولار (نحو 1.4 مليار يوان صيني) في مصنع جديد في فيتنام. وسيقوم المصنع بإنتاج مقاطع من سبائك الألومنيوم لأجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى منتجات الاتصالات والإلكترونيات الاستهلاكية. وتصدر الشركات الصينية معظم صفائح الألومنيوم إلى أسواق جنوب شرق آسيا.

في ذات الصدد، ذكرت شركة "ميتال ماينر"، الصينية أن هناك قدرًا كبيرًا من عدم اليقين بشأن مسار إنتاج الألومنيوم الصيني للفترة المتبقية من عام 2023. وجاء ذلك بعد سلسلة من انقطاعات التيار الكهربائي التي أدت إلى تعطيل الإنتاج في مقاطعة يونان، وهي المنطقة التي تمثل ما يقرب من 12% من إجمالي طاقة الألومنيوم في الصين.

ومنذ سبتمبر 2022، شهدت مقاطعة يونان مشكلات متكررة في إنتاج الطاقة بسبب انخفاض هطول الأمطار. وتستمر مشاكل الطاقة هذه في إجبار منتجي الألومنيوم على تقليل استخدامهم للطاقة، مما يؤدي إلى تباطؤ نمو الإنتاج.

وعلى صعيد المخزونات، يقول تقرير "فاست ماركتس"، المختص بالسلع والمعادن، شهدت مخزونات الألومنيوم قفزة كبيرة مؤخرًا، مع وصول تدفقات كبيرة من المعدن إلى المستودعات في جوانجيانج بكوريا الجنوبية وبورت كلانج بماليزيا. وتضاعفت مخزونات الألومنيوم، حتى الآن في عام 2023، حيث ارتفعت من 201.3 ألف طن في 3 يناير/كانون الثاني إلى 386.07 ألف طن في بداية يونيو/حزيران الماضي.

لكن التقرير يرى أن مخزونات الألومنيوم تظل أقل بكثير من المعايير التاريخية، حيث يبلغ إجمالي مستويات المخزون ما يزيد قليلاً عن نصف مليون طن، مع إلغاء أكثر من 33% من الوحدات في مستودعات بورصة لندن للمعادن LME وانتظار التسليم.

المساهمون