أتذكّر ذلك الطبيب الذي يذهب بعد يوم شاق في العمل ليبحث عن الماء، وقد أخفى قارورة الماء عن الكاميرا خجلاً ممّا حلّ بأهل غزّة. مَن يجب أن يخجل؟ نحن بلا شكّ.
لا يسلم من العنف أولئك الذين يتابعون المذابح والآلام من بعيد. نحن أيضاً ضحايا، ضحايا أنّنا من هناك، ونعرف هناك وأهل هناك، وأنّ ما يحدث لهم لا يجب أن يحدث.
تنهار كلّ مزاعم الأخلاق الغربية في غزّة؛ فما يرتكبه الاحتلال من مجازر وانتهاكات لحقوق الفلسطينيين ليس سوى نتيجة لمنظومات غربية فاشيّة لا تعترف سوى بمنطق القوّة.
إنّ الخيال وكل ما أوتي الإنسان من كلّيات عقليّة وحسّية غير مؤهَّلة للتعامُل مع وضع كهذا، حيث يتعرّض مجتمع وشعب لإبادة بأبشع الطُّرق، بينما البشرية تراقب.